نلاحظ نحن أن بعض الكتاب عندما يتناولون موضوعا معينا له حساسية معينة، يتحرجون في
الدخول إليه بشكل مباشر، مع أن كثير من المواضيع تعتمد على المباشرة الواعية التي
تبتعد عن الفجاجة والتنمر والمبالغة، وهذه المباشرة هي التي تكشف خفايا أي موضوع وتسلّط
الضوء على زواياه المعتمة، دون مواربة أو تغافل عن بعض جوانبه، وفي ظل المراوغة في
الكتابة لا يمكن معرفة الحلول التي يفترض أن تبنى على وضوح الرؤية لدى الكاتب، الذي يشبهونه
بالطبيب عندما يشخص المرض، فإن لم يكن التشخيص دقيقا .. جاء العلاج فاشلا لن ينفع .. إن لم يضر.
والشجاعة الأدبية من أسس وضوح الرؤية في الطرح لكنها شجاعة مهذبة لا تصل إلى درجة
نسيان قواعد الحوار الموضوعي، وهي وإن كانت صادمة لكنها ليست مربكة للمتلقي، الباحث عن
الحقيقة، دون خوف من أي رقابة سوى رقابة الضمير، وما أكثر الذين يضعون أمامهم رقابة
افتراضية تمنعهم من المضي قدما في الطرح الشجاع بعد وضع الخوف جانبا، لأن هذا الخوف
يضبب الرؤية للأمور، ويصبغها بألوان داكنة تعني عدم تحمّل مسئولية الكتابة الحرة النزيهة
الهادفة للبناء.
فالمجتمع في مواجهة التحديات المختلفة لن يتقدم خطوة واحدة إلى الأمام بغير الشجاعة في
مواجهة مشاكله، وبغياب هذه الشجاعة المتوازنة لا يقف المجتمع في مكانه فقط، بل تتأخر
خطواته إلى الخلف، بينما تتقدم خطوات المجتمعات الأخرى لأنها بواسطة الشجاعة الأدبية شخّصت أدواءها وعرفتها تمام المعرفة وعملت على علاجها.
إن غياب الشجاعة الأدبية من قاموسنا لا دافع له سوى الخوف من سيف الرقابة الرسمية المسلّط
، وهو سيف وهمي في حالات كثيرة، لأن السلطة الساعية لرفاهية وتقدم المجتمع تحتاج إلى هذه
الشجاعة لتجاوز مشكلات التنمية، من خلال مقاييس اتجاه الرأي العام، وذلك إجراء عملي
لمعرفة مواطن القصور أو الخلل في مشاريعها التنموية، وهي لن تستفيد من الطرح المجامل قدر
استفادتها من الطرح الجاد المثمر.. لقضايا التنمية.
وقد يكون دافع الخوف هو اتقاء غضب بعض الأشخاص، أو حتى غضب المجتمع، إذا كان الطرح
جريئا يستهدف التغيير في بعض المفاهيم السائدة، وهو خوف لن يستسلم له الكاتب الحريص على
مصلحة أولئك الأشخاص أو ذلك المجتمع، فكثيرا ما تكون الحقيقة مؤلمة في البداية، لكنها في
النهاية تسجل أهدافا محكمة في مرمى الذين يرفضونها.
إن الخوف إذا تسرّب لأي طرح يفقده طعمه ويلغي أهميته، ويتلقاه القارئ كما يتلقى وجبة بائتة، ثم
ينصرف عنها إلى غير رجعة، فما أهمية هذا الطرح ؟
وكثيرا ما جنى الخوف على فرص النجاح وتسبب في تعطيلها وربما فواتها نهائيا
، وكثيرا ما عرقل التردد بعض الطموحات، وحال بينها وبين التنفيذ..
فهل تكون الشجاعة الأدبية سلاحنا الدائم لمواجهة تحديات الواقع وسلبياته الطاحنة ؟.
تحياتي
الدخول إليه بشكل مباشر، مع أن كثير من المواضيع تعتمد على المباشرة الواعية التي
تبتعد عن الفجاجة والتنمر والمبالغة، وهذه المباشرة هي التي تكشف خفايا أي موضوع وتسلّط
الضوء على زواياه المعتمة، دون مواربة أو تغافل عن بعض جوانبه، وفي ظل المراوغة في
الكتابة لا يمكن معرفة الحلول التي يفترض أن تبنى على وضوح الرؤية لدى الكاتب، الذي يشبهونه
بالطبيب عندما يشخص المرض، فإن لم يكن التشخيص دقيقا .. جاء العلاج فاشلا لن ينفع .. إن لم يضر.
والشجاعة الأدبية من أسس وضوح الرؤية في الطرح لكنها شجاعة مهذبة لا تصل إلى درجة
نسيان قواعد الحوار الموضوعي، وهي وإن كانت صادمة لكنها ليست مربكة للمتلقي، الباحث عن
الحقيقة، دون خوف من أي رقابة سوى رقابة الضمير، وما أكثر الذين يضعون أمامهم رقابة
افتراضية تمنعهم من المضي قدما في الطرح الشجاع بعد وضع الخوف جانبا، لأن هذا الخوف
يضبب الرؤية للأمور، ويصبغها بألوان داكنة تعني عدم تحمّل مسئولية الكتابة الحرة النزيهة
الهادفة للبناء.
فالمجتمع في مواجهة التحديات المختلفة لن يتقدم خطوة واحدة إلى الأمام بغير الشجاعة في
مواجهة مشاكله، وبغياب هذه الشجاعة المتوازنة لا يقف المجتمع في مكانه فقط، بل تتأخر
خطواته إلى الخلف، بينما تتقدم خطوات المجتمعات الأخرى لأنها بواسطة الشجاعة الأدبية شخّصت أدواءها وعرفتها تمام المعرفة وعملت على علاجها.
إن غياب الشجاعة الأدبية من قاموسنا لا دافع له سوى الخوف من سيف الرقابة الرسمية المسلّط
، وهو سيف وهمي في حالات كثيرة، لأن السلطة الساعية لرفاهية وتقدم المجتمع تحتاج إلى هذه
الشجاعة لتجاوز مشكلات التنمية، من خلال مقاييس اتجاه الرأي العام، وذلك إجراء عملي
لمعرفة مواطن القصور أو الخلل في مشاريعها التنموية، وهي لن تستفيد من الطرح المجامل قدر
استفادتها من الطرح الجاد المثمر.. لقضايا التنمية.
وقد يكون دافع الخوف هو اتقاء غضب بعض الأشخاص، أو حتى غضب المجتمع، إذا كان الطرح
جريئا يستهدف التغيير في بعض المفاهيم السائدة، وهو خوف لن يستسلم له الكاتب الحريص على
مصلحة أولئك الأشخاص أو ذلك المجتمع، فكثيرا ما تكون الحقيقة مؤلمة في البداية، لكنها في
النهاية تسجل أهدافا محكمة في مرمى الذين يرفضونها.
إن الخوف إذا تسرّب لأي طرح يفقده طعمه ويلغي أهميته، ويتلقاه القارئ كما يتلقى وجبة بائتة، ثم
ينصرف عنها إلى غير رجعة، فما أهمية هذا الطرح ؟
وكثيرا ما جنى الخوف على فرص النجاح وتسبب في تعطيلها وربما فواتها نهائيا
، وكثيرا ما عرقل التردد بعض الطموحات، وحال بينها وبين التنفيذ..
فهل تكون الشجاعة الأدبية سلاحنا الدائم لمواجهة تحديات الواقع وسلبياته الطاحنة ؟.
تحياتي