طبعا أهم مايحددها ( أي القصة ) هي القصة نفسها ......وهذه القصة تكون
عادة مختبئة داخل عقل الكاتب في مكان ما من الذاكرة .... وهو يخرجها من
مكانها ليصوغها ويقدمها للقراء على شكل قصة مثيرة للإهتمام ...وليست
مجرد حدث عادي ... ....
ولكي تكون مميزة وليست عادية
هناك أمور يجب التأمل كثيرا فيها قبل أن ترى النور
الموضوع
1- أختار موضوع مميز بفكرته قريبا من افكار القارئ وهمومة وطموحاته
قريبا من امال المجتمع وانتكاساته وتقلباته وقضاياة كبيرة كانت أو صغيرة
فليس هناك مايمكن التقليل من شانه فيما يخص المجتمع
أو قد تكون الفكرة غريبة ولكن قدرة الكاتب تجعلها شيئا مميزا يستلذذ القارئ قرائته
والابحار في خيوطه .
2- يجب أن تركز على بؤرة الموضوع وتناوله من البداية والوصول لنقطة
الذروة بتسلسل وترابط حتى تصل بالقارئ في نهاية القصة دون ملل والبعد
عن تشتيت ذهن القارئ بالمواضيع الجانبية التي قد تجعله يغادر القصة بتأفف .
4- ما من شيء يحدث في حياة الإنسان إلا ويصلح أن يكون قصة ....
هذا ماقاله سومرست موم ذات مرة ..... ولكن الاسلوب هو من يطبعه
بطابع خاص ومميز
الاسلوب
تختلف الاساليب من كاتب لآخر هناك من يستخدم اسلوب السرد وهناك من
يستخدم التجربة والخبرات أو تيار الوعي أو الغموض الذي تنفك خيوطه شيئا فشيئا
وهناك اسلوب الحوار و هناك اسلوب المونولوج الداخلي والسيرة الذاتية
والمهم هو ايصال الفكرة للقارئ باسلوب مثير مهما اختلفت الوسيلة .
اكتبه ببساطة وبطريقة متأنية لاتكن متعجلا في السرد .
ولن نضع مقادير ومكونات لمايجب أن تكون عليه القصة القصيرة .. ....
سنقول فقط أن على من يريد أن يكتب قصة أن لايكتب إلا عن مايشعر أنه قادرٌ
على التعبير عنه بيسر ..و يجيد الكتابة فيه بتمكن ... ويحسُّ أنَّه بصفة خاصة مفتون
به بشكل كبير ....
الافتنان والتشويق والاثارة ...
كلمة افتتان هنا مهمَّة ... فهي بعينها الكلمة التي استخدمها عالم النفس
الشهير كارل يونج حين قال : ( إن الإفتتان هو المفتاح ... فحين تجد نفسك
مفتونا تماما بشيء ما ، فباستطاعتك إذا كنت مسيطرا على المباديء الأساسية
أن تستخدمه في توسيع موهبتك وتجويد ابداعك ). ..
ولكن انتبهوا هذا الإفتتان لايجب أن يتركَّز على ماهو عادي وواضح ولايحتاج
إلى شرح ...بل يجب أن يتركَّز على ماهو غريب ومثير للإهتمام ....
وعلى الكاتب بصورة خاصة ملاحظة أن عليه مهمة توصيل هذا الإفتتان المثير
إلى المتلقِّي الذي سيقرأ القصة... ليجعله يشعر بنفس شعوره حين كتبها . ...
وطبعا الزمن القصصي ....فهو الأهم لدينا .. ..
وهذا يعني أن يكون هناك زمن محدد للحدث أوالموقف ...دقائق...ساعات ...
يوم مثلا ...أو ليلة كاملة ....تستطيع أن تجعلها يوماوليلة إن شئت ..لكن ..
لاداعي لتمطيط الزمن حتى لاتتحول القصة إلى شيء آخر
رسم الشخصيات ووصف الاماكن
لعل اكثر مايشد القارئ طريقة رسم الشخصيات ووصف الاماكن
كن مبدعا في ذلك ودقيقا واضف عليه قليل من الخيال الواسع
وتستطيع فعل ذلك بممارسة التامل في الكون الوسيع والاشخاص وغير ذلك .
انتبه !!!
لاتهتم بالمعنى على حساب الأسلوب بحيث يتحول الأسلوب الى
اسلوب اخباري بدل من قصصي جميل طبعا لك الحرية
باختيار التعبير الذي يلائمك فاللغة العربية ملئية بالمترادفات والتعابير الجميلة
لاتحقر ولاتستصغر موهبتك فلكل منا موهبة وإن أحببت قراءة القصص فبإمكانك
كتابتها في حال صقلتها بالقراءة والاجتهاد .
اقرأ لأي كاتب كبير أنت تحبه فالقراءة تثري الخيال وتسمو بالاسلوب .
ليس ضروريا أن تكون قصة حقيقية بل من الرائع أن يصوغ خيالك رواية جميلة
ككل الكتاب والأدباء.
اهتم بالاسلوب الذي تكتب به الرواية وحاول ان تتجنب الإسهاب في السرد الذي
لايضيف للمعنى جديدا
اهتم بوصف المشاعر وكن خلاقا فالقارئ لا يتبع الا احساسه فقط .
التنسيق
حاول الاهتمام بالتنسيق خصوصا حجم الخط فلا يكون صغيرا يصعب قرائته
ممايجعل عيني القارئ تحتج على القراءة ولا كبيرا يجعل التصفح صعبا .
أختار ألوان تثري النص وحاول أن يكون الحوار بلون مختلف .
حاول ان تكون الأسطر متباعدة قليلا لكيلا تجهد عين المتلقي فينصرف عن
اكمال الرواية .
سيكون جميلا لو أضفت صورا معبرة أو رموزا أو تصاميم جميلة وليست متكلفة .
أعذب تحية
منقــــــــ}}ــــول